إظهار الرسائل ذات التسميات الأدب والشعر. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات الأدب والشعر. إظهار كافة الرسائل
حلبجة في ذكراها الخامسة والعشرون
بقلم : أفين بوزان
حلبجة يا وجع المقيم في القلوب , ويا أحلام أطفال أصبحت كالحطام الملموم , انتزعوا الحياة منك وربطوك بالقيود , لم يبقى منك طفل ولا شاب ولا امرأة ولا كهل سوى جثث هامدة لرؤيتها تنحرق القلوب , تترك ألماً لن ينتسى ولو مرت قرون وقرون , ولكن سيأتي يوم فجر أحمر وسنحطم القيود , وبقدرة قادر جاء هذا اليوم الموعود , ووقع فيه هذا الظالم بقبضة القانون , ولقي حتفه المكنون , وليعرف العالم بأسره أن نهاية حكم الظالم لابد أن تزول , وبأنه سيأتي فجر جديد وحياة جديدة .. وتتفتح فيه الزهور وتبقى حلبجة الذكرى الأليمة في النفوس ... حلبجة تقاوم , حلبجة تناضل , حلبجة تجابه الموت لأجل الحرية والسلام , حلبجة ترمز صفحاتها بدم الأبرياء .. إنها صفحات من نضال الشعب الكوردستاني .. تقاوم الظلم والذل والعبودية , إنها رمز الكفاح تقاوم الطغاة والاستبداد , إنها تلون الصخور والكهوف والسهول والجبال بدم الأبرياء , صوتها يخترق جدار الموت , وصراخها يخترق أزيز الروح , ونداءها يخترق صفحات التاريخ , إنها في ذكراها الخامسة والعشرون تدق أبواب السلام ...
16 / 3 / 2013
صرخة ربيع
بقلم : أفين بوزان
الشمس مشرقة والسماء صافية والطبيعة إزدانت بأبهى حلة .. الرياض تتألق بسندس أخضر وتخفق بنسمات فواحة بالعبير والربا أكاليل زمردية فوق جبين الطبيعة نثرت في أطرافها يد الخلاق أبدع ألوان الزهر والجبال قد اكتست بثوبها الأخضر الفتان .. إنه لجو سحري يشع بالفتنة والجمال وينشر من حوله سر الخلود وآيات الجلال . إنه يوم الربيع لسنة جديدة يتهيئ فيه الناس كالعادة للخروج إلى ظاهر المدينة للاحتفال بمولد ربيع جديد نعم هذا هو الربيع بوصفه وعاداته ... لكن ربيع هذه السنة عمه قتام من الحزن والكرب فلا تسمع من كل بيت سوى عويل النساء لأم فقدت أولادها أو زوجها أو أحد من أفراد عائلتها والبعض الآخر يلوذ بالفرار خوفاً من الموت الذي يهدد حياته فلا يوجد لديهم مسكن يأوون إليهم فشردوا في العراء ولم يكن بوسعهم إلا أن ينصبوا الخيام لتكون الملجئ الوحيد لهم .. إنها لمأساة ومعاناة كبيرة حكمت فيها الأقدار أن تحرم كل نفس بريئة من الابتسامة والحياة وأن تحرم كل أم من فلذة كبدها وأن يحرم شعب تواق للحرية بالاحتفال بعيده القومي ويكون عيد الربيع هو صرخة ربيع يحمل في طياته أنيناً موجعاً وصراخات تنادي ( كفى للظلم ..... كفى للظلم )
11 / 3 / 2013
عندما يبكي الخريف
يظهر الشتاء 00
وتحزن الربيع 00
تشرق جونيا من بين الضباب
جونيا 00
كم أنا كتبتُ إليكِ فاتحة الزهر 00
على صفحات الليل الخجول
بنبضات القلب الجارح
بألسنة الطيور المهاجرة
فوق فستانكِ الفضفاض
يتراقص مع الحفيف
رغم حبكِ الثوري 00
ووجهكِ القرمزي 00
تعددين أرخبيل حبي منذ ألوف السنين
* * *
جونيا 00
شعركِ متفرد مثل غيناء طوبى
وعيناكِ حورٌ 00
ترسم على وسادتي 00
لوحة سريالية 00
* * *
جونيا 00
لا تدق على سنديانة حبي 00
فقساوة سلاسل التعذيب 00
تلفني 00
تفتتني 00
تقسمني 00
مازال حبي مشاعياً
مازالت الحجارة بلا هوية 00
مازال القدر معلق بأفواه الزمن
مازالت قضية دمي لا تنتهي 00
ودموع الأطفال تنحصر في أحداقهم
خلف خطوات الليل الثقيل
وشجرة الزيتون تقف في وجه المدفعية
مازالت أجراس الكنائس ترن
لا أدري 00
لماذا أذكر مئذنة بلال الحبشي
في هذا الليل يثقبه حفيف الشجر
* * *
جونيا 00
أأمسح من عينيكِ الكحل الكوردي 0 0
يتبعثر على خدودكِ الوردية 00
يمزق صفحات آهاتي
وقلب أوراقي المملة
أم أرسم – تدمرية – العينين
فوق آهات حلبجة 00
وويلات قامشلي وعفرين
آراس وخابور
إياكِ 00
إياكِ أن تلمس جدران كوباني القديمة
جدرانها كالأربيل 00
كوجه الرغيف أمام نظرات الجائعين
لا أدري 00
لماذا أذكر في تلك الصباحات المستنفرة
عن جياع الأيتام 00
والأرامل 00
أم خارطة للوطن الجريح 00
محفورٌ على ملامح 00
آمد 00
وروشن 00
وشيرين 00
* * *
جونيا 00
لا تسأليني من بين بقايا الروح
ولا تسأليني من رماد الحياة
ما هذه الرائحة ..
تفوح من بين غبار الآهات
أهذه رائحة الكولونيا 00
والكريستال 00
أم هي رائحة دم الأبرياء 00
* * *
عدنان بوزان
قارئة الأحزان 000
ربما قلبي يواكب الأحزان 000
يحـرث ترهات المستحيل 00
وخطوات الليل الثـقـيل 00
في هذا الزمن المستعار 00
ووجوه مستعارة 00
لأني لا أفرق بين قنبلة موقوتة 00
وحـبة زيتون 00
وبين طعنة الخنجـر 00
ودم مســفوح
وبين مجــزرة ومجــزرة 00
إلا لغة منبوذة يختــرق جسد قصائدي
كلماتها تهـرول خلف القضبان
مناداة ليوم آتــون 000
مزخرفة بــدم الأبرياء
ملونة بصرخات الأطفال 00
وأنين تــرتل بحنجـرة الأمهات 0
* * *
ربما قلبي يواكب الأحزان 000
يحــرث أمواج البحار 00
وعاصفة لا تستهان 00
حتى تكتمل نــشوة الصباح 00
والقمــر يكحل عينيه في ليلته الأرجواني 00
وأعانق الربيع بين أهداب الفراق
لأقتل أدوات النفي 00
من قواميس العالم 00
لكي أختبئ في أعماقِ ألف يتيم 00
لأني بدأتُ معركة من جديد 00
ولم أحاول في ريحٍ عابرة 00
ولا زوبعة كلابها الشاردة 00
ولم أقارب في بحـر الكلمات المتصاعدة 00
لأنها حـبـلى بآهات اليوم 00
ربما تولد غــداً ولادة مشاكسة 00
أو ربما لم أقتنع بالقــدر المصطنع
أو لأنني لا أرتــدي حــذاءً قـديماً 00
حتى لا أمسح أثــر دموعي 00
وشفتاي 00 تحترق كحبة النـخيل
* * *
ربما قلبي يواكب الأحزان 000
عدنان بوزان
سلام
سلام لعينيكِ حرماني
وجفنيك عشا أحلامي
حاجبيك كالحدود…
سلام لشفتين كالهلال.
ويدين ناعمتين كملمس الحرير.
قبلتكِ, قبلة الحرية
وأفكار لوركا
نار تحت مرجلة نيرودا
سلامٌ على شظايا صبحٍ…
فوق الربا
هي التي تلملم أشلاء الحرية
أأسأل أسمكِ يا عزيزتي؟…
اسمكِ…
مربوطٌ..
مهزومٌ..
مقسومٌ..
مكتوبٌ في الأفق بالدم.
لا تنطقي الكلمة
ضعيها.. مرمية
ضعيها رمادية اللون
-2-
في كهوف وجبال زاغروس
وزنزانات الأناضول
وشوارع ديرسم.
كم مرة شردتنا الكلمات.
أبى الليل أن ينزع ثوبه الأسود.
فوق ثرى روحي.
وبدأ الجرح ينزف
الأحاسيس تحترق
لا تفلت كلمة. نحن من الروتوس
نهرول وراء السراب
دروب لسان.
في عرين الثعالب.
-3 -
سلام للحرية.
وهواء تحت أقدام هوشي منه.
لا ينام تحت جناح العبودية.
يحتضن آهات البشرية.
في أروقة نيرون
أأبحث عن كوبا وفيتنام …؟
وأربيل الحزينة التي أعدمت آلهتها.
وصراخ المظلومين
أوجاع تتراكم
والظلام يعقد قرانه على الليل.
-4 -
أأسأل عن أعواد المشانق؟
الوطن الجريح؟
وأطفال الحجارة
ومظلوم وزويا, تركع لهما الأصفاد
لا مزلاج لأبواب النور
تجتاز الحدود
أوقات الفراغ
تصافح المجرمين, على موائد النفط
-5 -
عدالة هذا الكون
أغنيات العقبان على الجثث
النظام الأحدب يتكور يختفي
خلف الظهر..
يسانده البيت الأبيض
هللوا لهذه العدالة
لكن حقيبتي أملي لا تتسع
لصراخ الأطفال
في جنوب أفريقيا
ودم دجلة..
وشيكاغو..
نحن لا نريد الموت
كيف لا تموت
تل أبيب تدير طاحونة واشنطن
-6 -
سلام لمن عرف التاريخ
سأستجوب بوليفيا ــ عن قاتل غيفارا
وثورة من بلدٍ إلى بلد
وأسأل موج البحر
ودموع الدم
تحفر خدود الميديين
وأركب خيالي الحر
وأطلب الاستقلال
للماء والشجر
***
لماذا
لماذا قلبي…؟
مفارق الزمن
وجعبتي سكينة الأمل
تشارك مع الليل
بحثاً عن فتاة مجهولة..
عارية..
مشردة
في كفيها شمس الغروب
وعينيها تراقب الحدود
غيابها أكثر من صبر أيوب
تعالي…
أضحكي معي في وجه الصبح
لأملأ كأس الليل من الدموع
نمسح الجفون من شهوة الألم
حتى نبدأ بعيد الربيع
لماذا…؟
لم تأتِ يا امرأة حبي..
بيني وبينكِ.. يبدد الوجع
سؤال يركله الزمان
شتاء لم يفارقني
كظلي
لماذا…؟
أحبُ ابتسامتكِ في لحظة الوداع
حدقت ورائك حتى الصمت الأخير
وموجات الشوق..
زرعت في الزمن اليابس..
أيقونة حبي…
***
الشعوب الإيرانية تخلع القيود وتثور
إن المتابع للوضع الإيراني هذه الأيام وما تشهده الساحة الإيرانية من صدامات ومواجهات بين الشعب والنظام من جهة وبين ما يسمى بالإصلاحية والمحافظين من جهة أخرى يستنتج المرء الكثير …. الكثير من العبر .
فمن جهة يرى المرء أن هذين التيارين في يوم من الأيام وفي
حقبة من الزمن كانا يحملان نفس الأجندة ونفس الأيدلوجية وكان ولا يزال
بوحدهما الفكر المرجعي الإسلامي .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه والأهم ؟ هو لو رجعنا إلى الوراء
أي إلى ما قبل ثلاثين عاماً أي بدايات الثورة الإسلامية وفي عهد
الدكتاتورية الشاه شاهية الشرسة نجد أن سر نجاح هذه الثورة هو وحدة الشعوب
الإيرانية بجميع فئاته وأثنياته وطبقاته ومن هذا النسيج الاجتماعي الرائع
والغني والذي كان متعدد القوميات مثل الكرد والعرب والبلوش والأذريين إلى
جانب إخوتهم الفرس انطلقت الثورة وشارك في هذه الثورة الشعبية أقصى اليسار
إلى أقصى اليمين دون تمييز وكان شعار الثورة المساواة والعدالة وحل جميع
القضايا الأثنية والعرقية في البلاد لكن الذي حدث هو عكس ذلك فبدل من
محاسبة الذين اضطهدوا وأجرموا بحق هذا الشعب من سافاك ورجال الشاه كانوا
الضحايا رفاق الأمس فأعدم من أعدم وشرد من شرد وبقيت الثورة شعاراً فارغاً
ولم يبقى منها سوى اسمها واشتد الحبل على رقاب المشاركين أي رفاق الطريق
كما بقيت القوميات تعاني الاضطهاد والتمييز كما كان في العهد السابق ( أي
الشاه شاهي ) فهي ممنوعة من إدارة مناطقها ومنبوذة وجائعة وتقلصت وأصبحت
النعمة التي كانوا يحلمون بها نقمة تصطاد هذه الشعوب الغير فارسية شيئاً
فشيئاً ووضحت ملامح صورة الثورة المخملية وأصبحت هذه القوميات التي تشكل
هذا الموزاييك الرائع يندرج أسمها على سلم الاستعباد مما زاد الطين بلة
فعندما يكون المرء مضطهداً قومياً وجائعاً في نفس الوقت وذلك نتيجة
السياسات الخاطئة والظالمة التي اتبعها هذا النظام وأصبح البؤس والتشريد
صفة من صفات هذه الشعوب في ظل هذا النظام ولعل الظروف الدولية تغيرت وأصبح
العالم قرية صغيرة فلابد لهذا النظام أن يحرك ساكناً ويغير في تكتيكه ما
يناسب هذه الظروف لكن الرفاق انقسموا إلى فريقين إصلاحيين ومحافظين وتشتتت
أفكارهم حتى وصلت إلى نقطة التأزم فلابد من الحل فمن جهة الضغوطات الدولية
والإقليمية ومن جهة يرى هذا النظام نفسه ولي أمر المنطقة فلابد أن يكون له
مكانة مرموقة بالرغم من سياساته الخاطئة والجوع والفقر والبؤس الذي يعاني
منها شعوبه إلى جانب التمييز القومي فكانت شرارة الانتخابات ليست إلا
المحرك لأن هذه الشعوب حبلى بالمآسي والويلات فانفجرت وهي تعي ما تفعل
وتضحي مهما كانت التضحيات كبيرة وكما أن نزول الجيش والباسيج إلى الشوارع
لإخماد الشعب أثبت أن هذا النظام قد أعلن فشله وإفلاسه لأن الحرية تأخذ ولا
تعطى ولأن الحلول أفضل من المجابهة وأن المصالحة مع الشعب هو الطريق
الوحيد لضمان البقاء والنجاح لأي نظام وأن المراهنة على العسكر هو رهان
خاسر بالتأكيد والأمثلة موجودة على ساحة هذا الكوكب الواسع .
عدنان بوزان
