القائمة الرئيسية





http://adnan-bozan/

آخر المستجدات












Get it here
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

موسوعة ويكيبيديا

المكتبة الالكترونية

أرشيف الموقع

ما معنى حق تقرير المصير

تتباين وجهات نظر فقهاء القانون الدولي ومواقف الدول من تقرير المصير على نحو يتضح معه أنه ليس من السهل وضع تعريف جامع مانع له مع أن تقرير المصير اقترن منذ القرن السابع عشر بتعبير حرية الإرادة free will. ومع ذلك يرى بعض الفقهاء أن من الممكن تعريفه على أنه «حق شعب ما في أن يختار شكل الحكم الذي يرغب العيش في ظلّه والسيادة التي يريد الانتماء إليها». وتعرفه المادة الأولى الموحدة من عهدي حقوق الإنسان[ر] لعام 1966 بأنه «حرية الشعوب في تقرير مركزها السياسي وحرية تأمين نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي» وذهبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 2625 الصادر في 24/11/1970 الذي تضمن التصريح الخاص بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقاً لميثاق الأمم المتحدة إلى أن مبدأ التسوية في الحقوق وحق الشعب في تقرير مصيرها من مبادئ القانون الدولي الخاص بهذه العلاقات وجاء فيه «بموجب مبدأ التسوية في الحقوق وتقرير المصير للشعوب المعلنين في ميثاق الأمم المتحدة، لكل الشعوب الحق في أن تقرر، دون تدخل أجنبي، مركزها السياسي، وأن تسعى لتأمين نموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وعلى كل دولة واجب احترام هذا الحق وفق نصوص الميثاق
اهلاً ومرحباً بكم في موقع السياسي الكوردي الأستاذ عدنان بوزان الأمين العام لحزب الشعب الكوردستاني .. معاً نتجدد الحياة ونرفع راية الحرية .. ونطالب باستقلال كوردستان أسوة بباقي الشعوب في العالم .. أيها الكورد اتحدوا من أجل استرداد حقوقنا المغتصبة ..




‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات الكاتب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات الكاتب. إظهار كافة الرسائل

الثورة السورية تدعم خارطة الشرق الأوسط الجديد .. ح 2

الثورة السورية تدعم خارطة الشرق الأوسط الجديد .. ح 2   

 بقلم : عدنان بوزان  
في حلقتنا الماضية تحدثنا عن أربعة نقاط رئيسية تتعلق بجيوسياسية المنطقة والتغييرات التي ستحصل , وتطرقنا إلى مجريات الأحداث في سوريا وتحول الثورة الشعبية المطالبة بالحرية إلى ثورة سلفية بامتياز ويعود بنا إلى عهد الخلافة الإسلامية والجهل والتخلف والتكبير بالإضافة إلى تشتت مواقف المعارضة في وجه النظام الاستبدادي العنصري , كما أشرنا إلى بعض النقاط التي تدعم خارطة الشرق الأوسط الجديد وهي تغلي في مطابخ سياسة الدول ومصالحها وهناك مخطط تقسيمي يجري ما وراء الكواليس وتداعياته ... لكن هذه المخططات لا تصب لمصلحة شعبنا الكوردي بالعكس تماماً تفكك وحدة كوردستان أرضاً وشعباً على ماهية مقسمة حسب اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة .. وتخدم التحالف الثلاثي ( سوريا – إيران – تركيا ) لمغتصبي أرض كوردستان عنوة دون إرادة شعوب كوردستان .. أما السياسات الكوردية الذين ينفذون هذا المخطط سواء تحت الضغط وإجبارهم على التنفيذ أو عن علم ومعرفة ومرتبطين مع الفكر الماسوني العالمي ضد قضية شعبهم العادلة ...  لكن في حلقتنا هذه سنوجز بعض النقاط الغامضة التي تجري ما وراء الكواليس ... قبل أن ندخل إلى النقاط وبحثها ينبغي أن نسأل بعض الأسئلة للنقاش : لماذا اهتمت حكومة إقليم كوردستان العراق بمحافظة الحسكة أي الجزيرة ..؟ وإهمال منطقتين كورديتين كوباني وعفرين ..؟ ولماذا اهتمت حكومة أردوغان أيضاً بمنطقة الجزيرة ودفعت بالسلفين والمعارضة السورية بالهجوم على الجزيرة سواء من سري كانيه أو من الجهة اليعروبية ..؟ وما سبب تهجم السلفيين على مدينة الرقة ..؟ ولماذا حصرت منطقتي كوباني وعفرين من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي / pyd / وقواته / YPG / حصرياً ويفعلون ما يشاؤون ..؟ ولماذا الجماعات السلفية و / PYD / يحاربون بعضهم في سري كانيه ويتفقون مع بعضهم في باقي المناطق الكوردية ..؟ وما سبب تهجم قوات / YPG / على المواطنين الكورد العزل وقتلهم في قرى عفرين بتهمة أنهم من الجماعات المسلحة ومتعاملين مع حكومة أردوغان وبنفس التوقيت يطلقون عملية السلام في تركيا بين حزب العمال الكردستاني وحكومة أردوغان ..؟ فهل بإمكان الشخص المعتقل في السجون الفاشية التركية منذ ستة عشر سنة أن يتفاوض بشكل صحيح مع النظام الأردوغاني واستخباراته العسكرية ويطالب بحقوقه القومية دون نقصان ..؟ والتهديدات التركية بين فينة وأخرى بالهجوم على المناطق الكوردية في كوردستان سوريا بحجة وجود حزب الاتحاد الديمقراطي / PYD / الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني / PKK / في هذه المناطق ..؟ مع العلم المناطق الكوردية في كوردستان سوريا متصلة مع حدود الدولة التركية فلا يلاحقونهم بل على العكس من ذلك هناك علاقة تجارية بين حزب / PYD / والجماعات السلفية والأتراك ..؟ وما السبب من زيارة وفد من البرلمان التركي / حزب الشعب الجمهوري / إلى دمشق ولقائه مع بشار الأسد خلال شهر آذار الجاري ..؟ ولماذا طلب الروس لقاء المعارضة السورية بعد زيارة رئيس إقليم كوردستان السيد مسعود البرزاني إلى روسيا ..؟ ولماذا وقف الغرب والأمريكان بصفة متفرج على الوضع السوري ..؟ ولماذا هدأت العلاقة بين أمريكا وإيران حول الملف النووي الإيراني ..؟  فكل هذه الأسئلة توضح لنا بأن هناك مخطط مشترك يجري ما وراء الكواليس وهناك مسرحية متبادلة وهزلية في المنطقة وشخصياتها التحالف الثلاثي العدو القديم الحديث ضد قضية شعبنا الكوردي في أجزاء كوردستان المغتصبة .. وروسيا وأمريكا والمتعاونين معهم من الكورد السليمانية وأربيل وقنديل ... وتحريك حجر الشطرنج وتنفيذه على الأرض وتكملة اللعبة بيد الجماعات السلفية المرتزقة ... مجريات الموضوع : قدر ما استطيع سأختصر الموضوع بجملة واحدة .. بالنسبة لموضوع اهتمام حكومة إقليم كوردستان وحكومة أردوغان بمحافظة الحسكة أشرنا إليها في حلقتنا الماضية ووضحنا بعض النقاط منها وما هي تداعياتها وتوضح لنا بأن منطقتي كوباني وعفرين قرباناً لهذا المخطط كما أشار بشار الأسد عند لقائه مع وفد البرلمان التركي من / حزب الشعب الجمهوري التركي في دمشق / أن كافة المتغيرات تصب في إقامة دولة كوردية .. وأن كل المؤشرات باتت متوفرة بإقامة دولة كوردية. وكما قال كافة التغيرات الحاصلة في المنطقة تصب في مصلحة الشعب الكوردي ، وليس من المستبعد إقامة دولة كوردية في الفترات القريبة القادمة". كما نوه بأن الدولة الكوردية المنتظرة سوف تقام بين (غرب وجنوب) كوردستان أي بين كورد العراق وسوريا ، وبقيت مسألة الاعلان فقط .. طبعاً هذا ما تأكد لنا بأن مضمون الزيارة نقل رسالة أردوغان وحكومته إلى بشار .. محافظة الحسكة مقابل الاعتراف بالدولة العلوية القريبة القادمة .. وجاءت هذه الزيارة إلى دمشق .. خاصة بعد زيارة مسعود البرزاني إلى روسيا لإرضاء الروس .. أما بالنسبة لهجوم السلفيين عن طريق اليعروبية هناك مسرحية متبادلة بين السلفيين والاتحاد الديمقراطي لإثبات دور حزب الاتحاد الديمقراطي بأنها تخدم القضية الكوردية في هذا الجزء من كوردستان مع العلم أن مطالب هذا الحزب الإدارة الذاتية شبه الحقوق الثقافية وهذا لا يزعج الأتراك بل يساعد على المخطط .. أما الهجوم على مدينة الرقة الهدف منها الفرز بين مكونات المجتمع السوري يعني هجرة الكورد من هذه المنطقة وعلى أثرها نزح آلاف من العوائل الكوردية من الرقة متجهين إلى مناطقهم الأصلية .. وفي نفس التوقيت شد / PYD / الخناق على مدينة عفرين حتى لا تتحرك لتسليمها إلى دولة حلب أو الخلافة الإسلامية والدليل هجوم / PYD / على قرى عفرين وقتلهم لأهلها وتشريدهم .. وينسحب عندما يتدخل السلفيين تحت راية الجيش السوري الحر فهذا الدليل الواضح بأن هذا الحزب هو أيضاً طرف متعاون في تنفيذ مخطط تقسيمي .. وهناك أمثلة كثيرة تؤكد أن هناك تعاون بين هذه الأطراف .. فآلاف من سيارات السلة الحرامية محملة بالمواد من سوريا ونقلها إلى تركيا يومياً وتجتاز حواجز / PYD / و / YPG / دون أن يلمسها أحد .. ونسألهم أين / PYD / عندما تسرق كل هذه المواد من المناطق الكوردية وتباع في الأسواق التركية ؟ وهل تطبيق الإدارة الذاتية لـ / PYD / سرق لقمة المواطن الكوردي وتشريدهم ..؟ وهل الشعب الكوردي مادة قابلة للبيع والشراء ... 

 ملاحظة : سنوضح بعض النقاط من خلال مقالاتي في الأيام المقبلة 

  11 / 3 / 2013  

 البريد : adnanbozan@gmail.com

في الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل الفنان محمد شيخو

في الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل الفنان محمد شيخو

 بقلم : عدنان بوزان
 
ولدت أيها المعذب في قلب وطن نساه القدر .. في وطن حروفه الثمانية المحترقة .. في وطن حروفه محتها رياح العاصفة .. ولدت في وطن الغدر يتلذذ بأبناء جلدتك هكذا ولد بلبل كوردستان المعذب الصوفي محمد شيخو في قرية حالمة من قرى كوردستان سورية التابعة لمنطقة قامشلو ولادة عسيرة في زمن أجبر الشوك الـوردة عـنوةً واعتصر رحيقها سلباً وغطرسة أي قدرٍ أسودٍ أنتِ يا من قسمتِ أرضي وشردتِ أهلي وتناثرتِ خطبي الجليل هذا ما اختلج به جوارح بـزقِ بافي فلك .. عمل العصامي في حقل الزراعة مع عائلته في قرية خجك حيناً ثم تغلغل في حنو المدن تارةً أخرى ليستمد لقمة عيشه من عرق أوتار شرايينه الهالكة أستيقظ من سباته منذ نعومة أظفاره , أدرك الفروق مبكراً فنسج للجزيـرة السورية الخلابة عنواناً من وهج الشمس وخيوطاً ذهبية وأوتاراً من حنجرة لا تلين غرد للبنفش والعوسج استمد العظمة من سـفوح بستون زائراً فرهاد وشيرين في قصرهم الأبدي ,امتزجت دموعه بالدم حين علم هول المصيبة. غنى للحجر , للشجر , للعنفوان والمطر , للجبل للسهل والقدر , رفض الذل قوياً كما الجبابرة , خلع أصفاد الهوان للأبد أختار الكبرياء وهجر مطارداً صلباً , انبثق من ثنايا القدر ومن روح الأرض تمتم للنسك ورتل بحماسة زاغروس وطوروس نصب للسلام أغنية الخلود وللفداء أغنية المطر, اختار للفقر عبق أفين وللنسيم رياحين مهاباد وسننداج , تثائب للنعاس ساعة الوداع بخشوع الإله ورقة زين وعنفوان ممو , تحول صوته صدى ملئ الكون عزة الأتقياء وصولجان أزدشير , رحل وعيناه تقطران دماً وتعاريج وجهه الشاحـب ترسمان الآهات اختار الرحيل حتى منتهاه , سجل للتاريخ عذابات المطر , خجلات الدردار طوعاً وكراهية , انحنت لك الزنابق والبنفسج خشوعاً يوم ميلادك , لك الآس خلوداً يوم وفاتك , إنك صوفي من نوع فريد عشقت الحـياة , عشقت الأرض والقمر لا وداعاً بافي فلك أنت حي ترزق في قلوب المعذبين كل المعذبين في صدور الخالدين كل الخالدين في روح العظماء كل العظماء , تطارد بطيفك فلول الغاصبين وتوقظ بصوتك الخاشع بلابل كردستان يا أمل صقور كردسـتان الخالدة ويا رمز الفــداء والتضحية .

الثورة السورية تدعم خارطة الشرق الأوسط الجديد

الثورة السورية تدعم خارطة الشرق الأوسط الجديد  

من خلال متابعتي للوضع العام وما يجري على أرض الواقع ومن خلال عمر الثورة في سوريا نستنتج أن كل المواقف متوهمة ومتخبطة وضبابية من قبل كل التنظيمات السياسية والشخصيات الذين يعتبرون أنفسهم من المعارضة سواء من العرب أو الكورد أو من جميع القوميات وأطياف المجتمع السوري بدون استثناء .. لم نسمع منهم شيئاً يصب لمصلحة الوطن والشعب الذي يقاوم النظام المستبد وآلته القمعية .. فقط بين فينة وأخرى نسمع مواقف متضاربة ومتناقضة وعنصرية هدفها التشتت والتفرقة والانقسام والتخريب والتدمير .. متوهمون بدون معرفة نتائجها أو بالأحرى يتوهمون أنفسهم ويبرزون جهلهم السياسي دون قراءة الواقع والوضع الدولي والإقليمي بشكل صحيح .. لكن قدر ما أستطيع سأوجز مقالي بشكل مقتطفات ..  أولاً : جميع مكونات المجتمع السوري دون تحديد أو استثناء أي طرف من خلال الثورة الشعب محير بين كل هذه الأطراف ويبين أنه شعب جاهل ومزيف نتيجة سيطرة شبح المجاعة عليه والتنظيمات السياسية يبحثون عن الأنا الذاتية أو الأنا القومية والمذهبية دون العودة إلى التاريخ وقراءته بشكل صحيح ودقيق وكيفية التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد , لأنهم تربوا على عقلية النظام البعثي العنصري عقود من الزمن على نظرية المؤامرة والتخوين والتخويف والسلوك المنحرف .. ثانياً : هناك بعض القوى الإسلاموية ما يسمون " الإسلام السياسي " يعيشون في خرافة وجهل كاملين في ظل وصول الشعوب إلى المعرفة والعلم والتقنيات الحديثة .. فهم يحاولون بكل جهدهم وقوتهم تخريب البنية التحتية للوطن وإنكار وإقصاء حقوق غيرهم من القوميات باسم الدين وزرع البلبلة والفتنة الطائفية كأننا نعيش في عهد أبي سفيان ومعاوية ومسيلمة الكذاب .. لأن هذه القوى كانت بالأساس مطرودة ومهجرة من سوريا في عهد النظام البعثي العنصري المستبد منذ عام 1982 .. فهذه القوى " الإسلاموية " هدفهم الوصول إلى الكرسي الرئاسي مهما كلف الثمن لا يفرق معهم موت الناس أو الهجرة أو نزوح المواطنين ولا يفرق معهم دخول الوطن إلى آتون الحرب الأهلية أو الطائفية لكن كل محاولاتهم فاشلة لأنهم بالأساس دمية بيد غيرهم فقط ينفذون مخططات خارجية في المنطقة وخاصة بيد الدولة التركية وهناك مثال حي على الأرض هجوم السلفيين على مدينة سري كانيه تحديداً .. بكل تأكيد هناك مخطط تقسيمي يجري ما وراء الكواليس سنبحث به فيما بعد .. ثالثاً : قوى علمانية ضعيفة ومشتتة ومنبوذة من المجتمع وهذا نتيجة تجاربهم السابقة الفاشلة هذا من جهة ومن جهة أخرى عدم وصول مجتمعنا إلى درجة الوعي الكامل لا يزالون يعيشون بين الغيبيات وبداية الوعي وخاصة المنطقة العربية منطقة جاهلة لا يمكن أن تتقبل فكرة العلمانية في الوقت الراهن فهم يعتبرون العلمانية الكفر لذلك القوى العلمانية بين نارين مرفوضة من التيار الإسلاموي المأجور من جهة ومرفوض من قبل الشعب لأن هذا الشعب بعيد عن أفكارهم من جهة أخرى كما يقال " دماغهم في الأعين " إن صح التعبير يعني هذا الشعب يريد شيء ملموس على الأرض يعني من يحسّن لهم الوضع المعيشي .. كأن الإسلاموية قدر رباني أما العلمانية يجب أن تقدم لهم شيئاً جاهزاً على طبق من ذهب بدون تأخير ..  رابعاً : القوى الكوردية ضعيفة ومفككة بين شرقستان وغربستان ومطالبهم مشتتة وضبابية بين الانغلاق القومي الكوردي السوري وبين تعدد قوميات كوردستانية في جغرافية كوردستان وحتى التنظيمات السياسية الكوردستانية في سوريا تندرج إلى الانغلاق الكوردي وعدم وجود الرؤية الواضحة وهذا نتيجة الأكراد في إقليم كوردستان سوريا الذين يعتبرون انفسهم التبعية لسياسات الأجزاء الأخرى من كوردستان أي تأتي تعليمات وتوجيهات بشكل معلب فالتنظيمات السياسية الكوردية في كوردستان سوريا تبعية لأربيل والسليمانية وقنديل أما التنظيمات الخارجة عن الدائرة المذكورة فويل لهم .. لذلك تبقى مطالبهم مشتتة وغير متوحدين ضمن رؤية مشتركة باسم كوردستان سوريا ولهذا السبب نرى أن العلاقة دائماً متوترة وهزيلة بين التنظيمات الكوردية وهم غير قادرين على مواجهة متطلبات المرحلة ...  أما بالنسبة لما ذكرت في البند الثاني عن المخطط التقسيمي الذي يجري ما وراء الكواليس .. فمن خلال متابعتي للوضع وتركيز حكومة إقليم كوردستان على محافظة الحسكة ذات الأغلبية الكوردية من جهة وتركيز الحكومة التركية والمأجورين لهم ما يسمون السلفيين وبمساعدة المرتزقين من بعض الأحزاب الكوردية وهجومهم إلى سري كانيه من جهة أخرى , وسكوت المجتمع الدولي وما يحصل من الإبادات الجماعية وتدمير للبنية التحتية لسوريا ..إلخ وتداعيات زيارة السيد مسعود البرزاني رئيس إقليم كوردستان إلى روسيا في هذا التوقيت بالذات , ومحاصرة منطقتين كورديتين كوباني وعفرين بشكل كامل سواء من قبل السلفيين أو من قبل الحكومة التركية وحتى من قبل الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري / pyd / وقواته / ypk / .. وهجوم السلفيين على مدينة سري كانيه / رأس العين / تحديداً وليس إلى منطقة أخرى ..      واقعة سياسية تقول : هناك أدوار مسرحية متبادلة بين كل هذه القوى في مدينة سري كانيه .. وهناك الكثيرون من الكتاب والمثقفين كتبوا عن تداعيات زيارة مسعود البرزاني إلى روسيا فعبروا كلهم تعبيراً يصب لمصلحة القضية الكوردية في سوريا لكن الواقعة السياسية تقول عكس ذلك تماماً , أن الهدف من زيارته هو اقناع الروس لضم محافظة الحسكة إلى إقليم كوردستان باسم أن هذه المحافظة معظمهم من الكورد واكتفاء القضية الكوردية في غربي كوردستان بهذه المحافظة , مقابل ترك منطقتين كورديتين كوباني وعفرين وضمها إلى دولة حلب أو دولة الخلافة الإسلامية بالإضافة إلى اعتراف الاتراك بالدولة العلوية الجارة لهم في المستقبل القريب لسببين : 1 – إفلاس النظام الأسدي عسكرياً وهو على حافة الإسقاط .. ونتائجه صعبة جداً لإبادة الطائفة العلوية .. 2 – عندما يسقط النظام الأسدي في سوريا لم يبقى للروس أي مكان في منطقة الشرق الأوسط لأن التيار الإسلاموي يتحرك حسب رغبة الأتراك ولن يقبل التعامل مع الروس بعد إسقاط النظام الأسدي .. لعل الروس تقبل بهذا الحل .. محافظة الحسكة مقابل الاعتراف بالدولة العلوية لأن هدف الروس هو ابقاء وجودهم في المنطقة وليس هدفهم كسب خيرات سوريا ..  أما بالنسبة لدور الرئيس مسعود البرزاني في هذا المشروع : 1 – زيارة السيد مسعود البرزاني جاءت في نفس التوقيت الذي يتفاوض الأتراك مع زعيم حزب العمال الكردستاني وإقناعه بأن انصار هذا الحزب سيلقون سلاحهم مقابل اطلاق سراحه واعطاء الحقوق الثقافية لأكراد تركيا ليمهدوا الطريق أمام الخارطة الكوردستانية التركية .. 2 – علاقة إقليم كوردستان متوترة مع الحكومة المركزية الاتحادية في بغداد وخاصة حول مسألة كركوك .. 3 – مرض الرئيس جلال الطالباني وتلميحات في الأفق كأن آخر رئيس كوردي يحكم في بغداد .. 4 – لم ينتهي دور مطالبة الأتراك بحصة من كركوك ..  لذلك السيد مسعود البرزاني وحكومته يرون الحل الأفضل هو الاتفاق مع الاتراك لضم محافظة الحسكة إلى الإقليم الكوردستاني وتنتهي القضية الكوردية في غربي كوردستان وثم بعدها فصل الإقليم عن العراق وضمها مع الاتراك لتحويل تركيا إلى دولة اتحادية فيدرالية .. وهذا يرضي الطرف التركي لعدة أسباب : 1 – السيد مسعود البرزاني السياسي المعتدل رئيساً لإقليم كوردستان مع الأتراك وإنهاء الحرب النازفة مع حزب العمال الكردستاني. 2 – تأمين حصته في نفط  كوردستان. 3 – دخوله إلى الاتحاد الأوروبي ..  فمن هنا ربما نسى أو تناسى الأتراك ملف الأرمن الذي سيكون عائقاً أمامهم عند دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي ...  أما إن لم يصل إلى هذا المشروع فبكل تأكيد أن الأتراك سيقسمون المناطق الكوردية في كوردستان سوريا عن بعضها وتحويلها إلى كونتانات صغيرة بواسطة المأجورين التابعين لهم حتى لا يحق لهذا الشعب بإقليم كوردستاني على الشريط الشمالي من سوريا .. لذلك نرى أن هجوم المأجورين إلى مدينة سري كانيه وليس في دمشق لإسقاط النظام الأسدي لأن هذه المدينة الحد الفاصل بين المناطق الكوردية الأخرى ومحافظة الحسكة أو الجزيرة  ... 
 يتبع في الحلقة القادمة
 25 / 2 / 2013    

 عدنان بوزان

سيناريوهات الثورة .. وهجوم السلفيين إلى سري كانيه

سيناريوهات الثورة  .. وهجوم السلفيين إلى سري كانيه  

الافتتاحية جريدة هردم العدد 105 أواسط شباط

لغز يخطر في أذهان الكثيرين وخاصة أصحاب الرأي للشأن العام .. وهناك أسئلة كثيرة لم يجدوا لها الجواب الشافي من قبل المثقفين الكورد والسوريين ..؟ لماذا طال عمر الثورة السورية إلى أكثر من عامين بدون معرفة سببها ؟ ولماذا سكوت  المجتمع الدولي كل هذه الفترة وثم بعدها تراجعوا عن دعم الشعب السوري وثورته ..؟ ولماذا انقسمت الثورة إلى عدة تيارات ..؟ ومن أين ظهر السلفيين بهذا الشكل المفاجئ ..؟ ولما تحديداً هجوم السلفيين إلى سري كانيه المدينة الكوردستانية وليس في دمشق العاصمة ..؟ وهل إسقاط النظام من العاصمة أم في مدينة صغيرة وريفها ..؟ ولماذا سيطر السلفيين تحت اسم الجيش السوري الحر على الأبواب والممرات الرئيسية مع تركيا / تل أبيض – جرابلس – باب الهوى / ..إلخ ..؟  ولماذا سكتت الأحزاب الكوردية السورية وخاصة أحزاب المجلس الوطني الكوردي ..؟ ولماذا وقف حزب الاتحاد الديمقراطي / pyd / وحده في المواجهة ووقوفه إلى جانب النظام ..؟ وهناك أسئلة كثيرة ومشابهة حول هذا الموضوع بالرغم كتب الكثيرين من الكتاب والمثقفين حول مدينة سري كانيه ومأساتها لكن كتاباتهم لم تحدد الجواب الشافي لهذا الموضوع فالكل يؤشر سبابته إلى الدور السلبي الذي تلعبه تركيا .. حقاً إنه لغز محير حول هجوم السلفيين إلى هذه المنطقة وليس في العاصمة لإسقاط النظام ..  بكل تأكيد هناك سيناريوهات متبادلة حول الثورة السورية تجري ما وراء الكواليس .. وهذه السيناريوهات بيد الحلف الثلاثي بين النظام السوري وتركيا وإيران .. لكن في هذه الحلقة سنوجز بشكل مختصر جداً قدر المستطاع .. وسنركز فقط بموضوعنا حول هجوم السلفيين إلى مدينة سري كانيه / رأس العين / ..  لكن قبل أن ندخل إلى الموضوع ينبغي علينا أن نعيد التاريخ قليلاً فحسب المصادر والبحوث الأثرية أن مدينة سري كانيه هي العاصمة القديمة لشعب كوردستان أي كان اسمها / واش كانه / وبهذا يكون خطر على الدول المغتصبة لأراضي كوردستان .. وهناك نقطة أخرى وقريبة جداً أي أن سري كانيه هي الحد الفاصل الذي يوصل إقليم غربي كوردستان مع بعضها البعض بدءاً من منطقة الجزيرة وكوباني وعفرين .. وللعلم أن الشريط الشمالي من سوريا معظم شعبها هم من الكورد .. والهدف من هذا الهجوم تحويل المناطق الكوردية إلى كونتانات صغيرة حتى لا يحق لشعبنا الكوردي بإقليم كوردستاني على هذا الشريط .. وهناك مثال حي على أرض الواقع حاصروا منطقة عفرين من غربها وجنوبها وشرقها بالإضافة سيطر السلفيون على مدينة جرابلس التي تقع في غربي منطقة كوباني الكوردستانية وثم سيطروا على تل ابيض في شرقها بمعنى حاصروا منطقة كوباني أيضاً .. إذاً بقيت سري كانيه هي عائق أمام تفكك إقليم كوردستان سوريا عن بعضها لتحويل المناطق الكوردية إلى كونتانات صغيرة ومحاصرة .. الخطة : 1 – بدأ النظام التركي بشراء الذمم الضعيفة من أبناء شعبنا الكوردي مقابل حفنة من المال لمساعدة هذه الخطة . 2 – انشغال شعبنا الكوردي بهذا الهجوم والمد السلفي في المناطق الكوردية لأن شعبنا الكوردي يميلون إلى العلمانية والفكرة السلفية مرفوضة تماماً عند أبناء شعبنا .. 3 – ابتعاد الكورد عن الثورة ضد النظام الأسدي .. وبهذا تكون فشلت الثورة كما حصل في عام 1982 في سوريا . 4 – دعم النظام التركي لهذه الخطة أي الحد للربيع الكوردي في كوردستان الشمالي لأن عدد سكان الكورد في تركيا أكثر من خمسة وعشرون مليوناً نسمة أي يحق لهم بدولة كوردستان . 5 – دعم النظام الملالي في إيران للنظام الأسدي المافوي هدفها دعم هذه الخطة لوقف الربيع الكوردي في كوردستان الشرقي أي / كوردستان إيران  / . 6 – بعض الأطراف يسمون أنفسهم كوردستانيون ويدافعون عن حقوق الكورد بإنشاء دولة كوردستانية في الأجزاء فهذا ( وهم ) وهدفهم أن يشغلوا شعبنا الكوردي بالحلم الكوردستاني وليس الدفاع عنهم لأن حقيقة الأمر دعم هذه المؤامرة لتفكيك كوردستان .   بإمكاننا أن نجزم بأن الثورة السورية فشلت تماماً في الوقت الراهن كما حصل في عام تسعينات من القرن الماضي في العراق لم يجد الغرب النظام البديل للنظام العراقي آنذاك فتراجعوا عن إسقاطه .. واليوم بنفس العملية يحصل في سوريا لا يجدون البديل للنظام الحالي لأن أي تغيير ستكون الدولة العبرية في خطر ..  فهذه المقدمة هي عبارة عن الإشارة إلى بعض النقاط فقط ...  سنتبع في حلقاتنا القادمة

عام جديد .. وآفاق الثورة ؟

  عام جديد .. وآفاق الثورة ؟  

عام آخر مضى على الثورة في سوريا  وهذه المرة يزداد التعقيد أكثر فأكثر بالرغم أن الثورة بدأت نتيجة تعطش أبناء هذا البلد إلى الحرية واستعادة الكرامة للمواطنين وخلاصهم من عبودية النظام المافوي الذي نهب كل خيرات هذا الشعب وكبت الحريات من أجل استغلال جميع نواحي الحياة وسرقة لقمة المواطن وتحويل الوطن إلى دولة أمنية وتبذير الأملاك العامة لمصالحهم الخاصة كأن هذا الوطن مزرعة لهم .. من أجل هذا انطلق ربيع الثورة في العالم العربي ومن ضمنه وطننا سوريا .. لذلك خرج الشعب إلى الشارع وبدأ يهتف بكلمات تعبر عن رأيه بكل قوة وعنفوان مواجهاً النظام الاستبدادي الظالم الذي ارتكب ضد أبناء شعبه أبشع المجازر والإبادات الجماعية بدون رحمة ولا شفقة وتهجير وتشريد سكانها وقيامه بالاعتقالات والإعدامات الميدانية .. أمام أعين وسكوت المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً معتقداً أن الثورة في سوريا هي ليست ثورة شعب بل ثورة مصالح دول لذلك لم نسمع إلا بعقد مؤتمر جديد وفشل مؤتمر آخر .. إعلان هذا الائتلاف وفشل المجلس السابق ...إلخ ورغم مضي كل هذا الوقت من عمر الثورة هناك احتمالات مفتوحة وكبيرة لفشل الثورة لأن الثورة في سوريا خرجت عن سكتها الحقيقية وتحويلها إلى ثورة كراسي بين النظام المجرم والجماعات السلفية الذين أنكروا وجود كل المكونات من المجتمع السوري لأن هدفهم تحويل سوريا إلى الخلافة الإسلامية وليس من أجل حرية وكرامة المواطن بالإضافة إلى أن هذه الجماعات ينفذون لصالح أجندات خارجية داخل الوطن سوريا .. وهناك قوة ثالثة من القوميات الأخرى من المجتمع السوري هم يتحركون حسب أهواء وأجندات خارج إطار الخارطة السورية ... إذاً أمام الشعب السوري احتمالين فقط :  - إما أن تستمر الثورة بالقوة والعنفوان خارج سياسات القوة المعارضة الاسلاموية السلفية المتعلقة مع الخارج والذين يتحركون حسب خارطة القوى الخارجية التي رسمت لهم .. لأن السبب الأول والأخير بفشل الثورة هي هذه الجماعات الإسلاموية .. أو إبداء حوار ديمقراطي حر ونزيه بين القوى الوطنية كي يصلوا إلى الحل التوافقي بين جميع مكونات المجتمع السوري وهذا لا يحل إلا ضمن دولة ديمقراطية اتحادية .. لكن هذه النقطة قد تكون ثمنها باهظاً لكن في النتيجة سينتصرون على النظام الاستبدادي .. - تهدئة الوضع والدخول إلى الحوار مع النظام كي يصلوا إلى الحل السياسي التوافقي حقناً للدماء لأن غير ذلك سيتحول الوطن إلى حرب طائفية طويلة الأمد وقد تستمر الثورة لعقود من الزمن وبالنتيجة لا النظام ولا المعارضة ولا الأجندات الخارجية سيتحملون عواقب هذا التخريب بل الشعب فقط  سيدفع فاتورة الثورة .. وحسب رؤيتنا ستتحول سوريا من مرحلة إلى مرحلة أخطر منها بكثير وإلى تقسيمات وإبادات وتدمير .. ونحن في حركة الشعب الكوردستاني نرى هناك مخططات تنفذ تحت طاولات ليست لمصلحة أي مكون من مكونات المجتمع السوري والكل خاسر في هذه الثورة إلا أصحاب المصالح ...؟؟؟؟ 

عدنان بوزان

الثورات في العالم العربي في مأزق حقيقي ح2

الثورات في العالم العربي في مأزق حقيقي ح2  

 في حلقتنا الماضية عن ما جرى في العالم العربي وما سماه " الربيع العربي " هي ثورات الجياع وتحولت إلى ثورات الحرية والكرامة نتيجة تعامل الأنظمة الاستبدادية الفاشلة بحلول أمني مع شعوبها لكن في حلقتنا هذا سنحاول قدر ما نستطيع الإجابة على بعض جوانبها .. لكن بداية نسأل لماذا عجزت الحركات الاحتجاجية عن تحقيق هدفها المركزي في إسقاط النظام؟ ولماذا تراجعت قوة دفعها؟ وأين نضع هذه الأسئلة في سياق العلوم السياسية والاجتماعية؟ وهل من مخرج للأزمة الراهنة الذي يمر به العالم العربي؟  لماذا عجزت الحركات الاحتجاجية عن تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في إسقاط النظام؟. سؤال يبدو بديهيا ومنطقيا إذا ما تم طرحه في سياق التحولات التي تجري حاليا بالعالم العربي. لكنه لم يكن دائما كذلك. فهدف إسقاط النظام كما يطرحه المحتجون هو استبدال نظم فاشلة بأخرى قادرة على مقابلة استحقاقات الناس. ولكن المعضلة أن هذه الأنظمة الفاشلة أثبتت قدرتها على الاستمرارية، لعقود طويلة. وخلال عقود سطوتها تمكنت من تجريف المعارضات السياسية، بمختلف توجهاتها. ولم يعد في الساحة ، على الصعيد الشعبي ، من بإمكانه التصدي لها.  وإذا ما عدنا إلى "الربيع العربي" ، فانطلاقته كما بدت عفوية ، وإن كانت طريقة تنظيمها وسياقات تداعيها توحي بغير ذلك. الجوانب العفوية في الحركة لم تقتصر على طبيعة الحراك فحسب، بل تمثلت في غياب الأجندات والبرامج السياسية ، لما بعد "إسقاط النظام". ذلك يطرح مسألة غاية في الأهمية، على بساط النقاش. هل يمكن إسقاط الدولة الفاشلة، دونما يقظة أو تهيؤ لما سوف يأتي بعدها. لقد سارعت القوى السياسية التقليدية المعارضة إلى اختطاف ثورتي تونس ومصر، ولأن هذه القوى غير متجانسة في توجهاتها ونظرتها للمستقبل، غاب المشروع النهضوي والتنموي عن هاتين الثورتين. وأصبح الهدف مكرسا في المبتدأ والخبر لإسقاط النظام، ولم يتضح أفق المستقبل، سوى في شعارات مبهمة تطرح الحرية والديمقراطية وتداول السلطة، وإعادة صياغة الدستور أو إصدار دستور جديد، دونما اتفاق على آليات لتحقيق هذه الشعارات.  أكد الجدال في هذا السياق، أن التجربتين الوحيدتين التي تمكن فيها المحتجون من إسقاط النظام، هما تجربة تونس ومصر. والسائد لدى معظم الناس، أن سبب الحسم يعود إلى انحياز مؤسسة الجيش في البلدين إلى الانتفاضة الشعبية. الأمر يبدو كذلك، لكن أليس من حقنا أن نقلب المعادلة فنقول بانحياز الشعب لمؤسسة الجيش، بدلا من القول بانحياز الشعب إلى الجيش. من غير المنطقي، تصور انقلاب مفاجئ في ولاء الجيش، من التأييد الكامل للنظامين اللذين سادا في تونس ومصر لعدة عقود إلى تأييد ثورة الشعب، هكذا دون مقدمات.  في الحالة المصرية، على سبيل المثال، حسم الجيش موقفه وانحاز لحركة الشارع، منذ 28 كانون الثاني بعد ثلاثة أيام فقط من بداية حركة الاحتجاجات، حين قام بطرد الأجهزة الأمنية من الشارع. واستمر ينتظر فرصته لاستلام السلطة إلى 11 شباط ، بعد ثمانية عشر يوم من حركة الاحتجاجات. هل كان الانحياز محض صدفة، أم أن المقدمات كامنة منذ وقت طويل، وكان الجيش ينتظر فرصة كالتي منحها له شعب مصر، فنفذ في طرفة عين مشروعاً تطلع إلى تنفيذه ، منذ بدأ الحديث عن التوريث ، وتحييد المؤسسة العسكرية ، وإبعادها عن النفوذ الذي تمتعت به منذ ثورة 23 يوليو / تموز عام 1952. وإذا كان الأمر كذلك فإن الشعب هو الذي انحاز للجيش، وأمن له تنفيذ مشروعه وليس العكس.  الذين يتحدثون عن انحياز الجيش الدائم للشعب المصري ، ويستدلون على ذلك ، برفضه قمع الانتفاضات الشعبية التي حدثت في تاريخ مصر المعاصر ، عليهم أن يتذكروا أن انتقالاً استراتيجياً حدث في السياسة المصرية منذ منتصف السبعينيات ، واستمر في خط بياني تصاعدي ، على حساب سيادة مصر وحضورها التاريخي العربي والإقليمي، وكانت المؤسسة العسكرية شريكة بشكل أو بآخر في هذا الانتقال. نقول ذلك بقصد التشخيص لا التقييم. والفارق بين الانقلاب العسكري ، في يوليو 1952م ، وبين استلام الجيش الأخير لسدة الحكم في مصر في شباط من هذا العام، أن انقلاب يوليو قام به الجيش ، وتحول إلى ثورة سياسية واجتماعية ، أسهمت بشكل فاعل في التطورات والتداعيات التاريخية التي شهدتها المنطقة ، في حين تسلم المجلس العسكري السلطة في مطلع هذا العام ، في ظل غليان شعبي ، لكن التحولات السياسية والاجتماعية بقيت حتى هذه اللحظة مغيبة بشكل شبه كامل من أجندة الثوار والعسكر على السواء.  بعد سبعة أشهر من هذه الأحداث يبدو أن الشعب المصري ما يزال في أول الطريق ، والقراءة ينبغي أن تكون حذرة ويقظة. وكافة الاحتمالات لا تزال مفتوحة ، ومصر حبلى بالكثير من الأعاصير.لماذا تراجعت قوة دفع الثورات في العالم العربي ، بحيث يصح القول أنها باستثناء تونس ومصر ، تعثرت في مهدها؟. الإجابة على هذا السؤال بديهية ، يختزلها احتفاظ الدولة بمؤسساتها وقوتها العسكرية. وهنا نعود لنظرية ثيدا سكوكبول عن أسباب فشل وانتصار الثورات. فهي ترى أن السبب  الرئيسي في انتصار الثورات يكمن في فشل الدولة في احتواء أسبابها. إن ضعف مقاومات الدولة ، سواء كانت فاشلة أم غير ذلك ، هو الذي يمنح خصومها فرصة الانقضاض عليها.في حالات ليبيا واليمن وسوريا ، لم تنهار مؤسسات الدولة في هذه البلدان ولم تنحاز جيوشها للثوار. وحتى في ليبيا بالرغم من هروب القذافي واستلام المجلس الانتقالي ، فإن العامل الحاسم في الوضع الذي بلغته هو تدخل قوات الناتو وليس قوة الثوار. ومع مختلف الدعم الذي تلقته السلطة الانتقالية.أما اليمن، فلا يتوقع انهياراً شاملاً للنظام ، نظراً لتركيبته القبلية. والخشية هي أن ينتقل الصراع القبلي إلى عمق المؤسسة العسكرية. والأمل أن لا تتحول هكذا. في سوريا فشلت الحلول الأمنية في القضاء على الحركة الاحتجاجية. وتصاعدت في الآونة الأخيرة حمى التهديدات الدولية والإقليمية بالتدخل في الشأن السوري. والأمل أن يسارع النظام إلى اتخاذ إجراءات عملية نحو تفعيل الحراك الإصلاحي، والنأي عن الإفراط في استخدام العنف والقتل الأبرياء من شعبنا والكف عن الاعتقالات الكيفية لأن كل هذا يؤدي إلى تخريب البنية التحتية وتفكيك الوحدة والروابط الوطنية بين مكونات المجتمع السوري.

عدنان بوزان

هل الديمقراطية تقود الحرب الأهلية

  هل الديمقراطية تقود الحرب الأهلية 

ليس من ديمقراطية، في التاريخ تجزّئ الأوطان، وتفتت وحدة الشعب والكيان، وتقود المجتمعات إلى الفتن والحروب الأهلية. كل “ديمقراطية” من هذا النوع عليها ألف علامة استفهام. إنها التفتيت ونشر الفوضى وقد تَلَفعا برداء فكرة عظيمة. وكم من فكرة عظيمة في التاريخ الإنساني ابتُذِلَتْ وأهِينَ  معناها حين تحوّلت إلى غطاء وذريعة لأبشع الجرائم ضد الإنسانية وأشدها هَوْلاً، ألم تكن فكرة الحرية، وقد مات من أجلها الملايين في المجتمعات الغربية في القرن 17 و18 و19، غطاء للاستعمار والمْيْزِ العنصري والحروب الكولونيالية؟ ألم تكن فكرة الاشتراكية غطاء للقمع والتسلطية والكلانية “التوتاليتارية”؟ أليس باسم الإصلاح دخل الاحتلال الأجنبي إلى ديارنا منذ فجر القرن التاسع عشر؟  “الديمقراطية” التي من هذا النوع تزوير فاضح لمعنى الديمقراطية، بدعة مذمومة بلغة أهل الفقه، طريقة أخرى - ماكرة- لقطع الطريق على ميلاد الديمقراطية، على إصلاح سياسي متدرج يقود إليها حكماً، في نهاية المطاف. وإلى ذلك فالديمقراطية تقتضي وجود ديمقراطيين، وهؤلاء لا يكفي أن تكون وسائلهم في النضال ديمقراطية ونظيفة، بل ينبغي أن يكون وعيهم وعياً ديمقراطياً، أو متشبعاً بالقيم الديمقراطية والمدنية، وبحيث يقع تنزيل تلك المبادئ والقيم على السياسة والممارسة السياسية، فينتظم أمر الأخيرة على مقتضاها. لا فكرة من دون حَمَلةٍ اجتماعيين مناسبين يحولونها إلى واقع مادي، وبالتالي لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين. وكما قد يسيء إلى الإسلام من يزعمون أنهم يحملون تعاليمه فينشرون العنف والإرهاب والتعصب، ويحسبون ذلك من الإسلام، كذلك يسيء إلى الديمقراطية من يدخل المجتمع في نفق الحرب الأهلية، ويحسب أن ذلك من الديمقراطية والنضال الديمقراطي، الفكرة العظيمة يحملها الرجال المناسبون لها، وإلا عُبِثَ بها وأُسيء إليها. فأي إصلاح سياسي في البلاد يرافقه الفساد والمحسوبية والتزوير وقتل مواطنيه بالأسلحة الثقيلة وتدمير المدن والموت الجماعي ؟ إذاً النظام الذي يفعل بمواطنيه هذه الأفعال اللا إنسانية يفقد النظام الشرعية ويتحول إلى عصابة ومجرم حرب .. وأي نضال ديمقراطي هذا الذي يكون بالسلاح، حتى لو جرى ذلك باسم الدفاع عن النفس ؟ متى كان الديمقراطيون يعتلون صهوة العنف ويتوسلون أدواته؟ لا عنف مشروعاً – أو خارج العنف الشرعي - إلا العنف الوطني المسلح ضد الاحتلال الأجنبي. أما العنف الداخلي، من أجل حيازة السلطة، فليس شيئاً آخر سوى الحرب الأهلية. وهو خطر مضاعف وخاصة المجتمعات المتنوعة التكوين الاجتماعي حتماً يتحول إلى حرب أهلية .  لا نعلم تماماً هل تخرج الديمقراطية من رحم الحرب الأهلية والدمار لوحدة الشعب والمجتمع ، ولا نعلم هل  يجيز للسلطة أو النظام أن يغامر بتعريض السلم الأهلي وسفك الدماء من أجل البقاء في السلطة ، وتدفيع المدنيين العزل ثمن مغامرة الوصول إلى السلطة، بل لسنا نفهم كيف يجيز “ديمقراطيون” التدخل الأجنبي، ويطلبونه ويسعون فيه، من أجل أن يصلوا إلى السلطة؟ أليس على المرء أن يكون وطنياً كي يكون ديمقراطياً؟ أليست الديمقراطية من أجل الوطن، ومن أجل منعته وسيادته، وليست عليه أو ضده؟ الثورة الديمقراطية هي، بالتعريف، ثورة مدنية علمانية نظيفة لا شوب في نظافة وسائلها، أو هي - على الأقل- كذلك بالنسبة إلى المدنيين المتظاهرين، والمعارضات الديمقراطية الحقيقية. نجحت شعوب عدة، في العقود الثلاثة المنصرمة، في تحقيق تغيير ديمقراطي لنظم الحكم فيها من دون أن يطلق متظاهروها ومعارضوها رصاصة واحدة في المواجهات مع القوى النظامية. هكذا فعلت شعوب شرق أوروبا، في بولونيا، وتشيكوسلوفاكيا، وهنغاريا، وألمانيا الشرقية، غيرها، في مواجهة أنظمة كلاّنية وتسلطية. ومثلها فعلت شعوب أمريكا اللاتينية، في الأرجنتين، والبرازيل، والشيلي، والأورغواي، والبيرو، وغيرها، في مواجهة الفاشيات العسكرية. وحتى حينما اشططت السلطة في قمع المتظاهرين، كما في غدانسك في بولونيا على عهد الجنرال ياروزلسكي، أو كما في تيميشوارا في رومانيا في عهد نيكولاي تشاوشيسكو، لم تقابل المعارضة عنف السلطة بعنف أهلي مضاد، ولا سعت في استقدام التدخل الأجنبي، باسم “حماية المدنيين”. ولذلك حمت المعارضات تلك أوطانها من الحروب الأهلية ومن الاستباحة الأجنبية؟  ترى، هل سنتعلم من دروس غيرنا؟

عدنان بوزان

أقوال مأثورة

ترجم الموقع

EnglishFrenchGermanSpain
ItalianPortugueseRussianDutch

السيرة الذاتية

صورة مختارة

معرض الصور

http://3.bp.blogspot.com/-_QaELfzprNI/UOS3ta1pnWI/AAAAAAAACvM/iZGWPD1wSl8/s320/koban28.9_6.jpg
http://msnbcmedia.msn.com/j/msnbc/Components/Photos/050825/050825_IraqArabs_hmed_1130a.h2.jpg
http://1.bp.blogspot.com/-QqFNN_icliE/UOS3OOt17dI/AAAAAAAACuc/MTiRZ5M9Q0A/s320/1j.jpg

مواقع صديقة

لوحة المفاتيح العربية

ما رأيكم بالموقع

تعريف الفدرالية

الفدرالية نظام سياسي عالمي يقوم فيه مستويان حكوميان بحكم نفس المنطقة الجغرافية ونفس السكان. وأصل الكلمة قادم من الكلمة اللاتينية (فيدير=الثقة). والدول الفدرالية تقوم هيكليتها الحكومية على كل من حكومة مركزية وحكومات موجودة في وحدات سياسية أصغر تدعى بالولايات أو الإمارات أو المناطق، وهذه الوحدات السياسية الصغيرة تعطي بعض قوتها السياسية للحكومة المركزية لكي تعمل من أجل المواطنين. في النظام الفدرالي يقوم كل من الحكومة المركزية وحكومات الولايات بصياغة القوانين، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا يتحتم على سكان ولاية أوهايو أن يطيعوا القانون الذي أقرته سلطتهم التشريعية المحلية والكونغرس الأمريكي، وفي كندا يجب على سكان ولاية كيبيك أن يطيعوا القانون الذي أقرته سلطتهم التشريعية المحلية والبرلمان الكندي، ويمكن أن نطرح أمثلة أخرى على الدول الفدرالية كأستراليا والبرازيل وألمانيا والهند وماليزيا والمكسيك ونيجيريا وسويسرا. يقوم النظام الفدرالي بتقسيم قوة البلاد ومواردها بين الحكومة المركزية وحكومات الولايات وفق معايير محددة، وهذه المعايير تنزع نحو الحكومة المركزية في بلد ونحو حكومات الولايات في بلد آخر، ولكن معظم الأنظمة الفدرالية توفر نوعا من الحكم الذاتي للولايات
;